العنكبوت

قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون} وقوله تعالى في سورة الأنفال في الآية22{ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} وقوله تعالى في سورة يوسف في الآية 76{ نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم} وقوله تعالى في سورة الأنعام في الآية50{قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون} وقوله تعالى في سورة المجادلة في الآية 11{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} وقوله تعالى في سورة العنكبوت في الآية 43{ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} وقوله تعالى في سورة طه في الآية 114{ وقل ربي زدني علما}.

يقول الله وهو أعز من قائل في سورة العنكبوت في الآية41:{ متل الذين اتخدوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخدت بيتا وإن أهون البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون} في بداية سورة العنكبوت والله سبحانه وتعالى يشير إلى العلاقات الأسرية وضرورة الاهتمام بها فالعزيز يقول في الآية8 من السورة{ ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم} ثم يضرب الخالق بالآية الكريمة 41 المثل بأولئك الذين يتخدون من دون الله أولياء كمثل العنكبوت التي اتخدت بيتا ثم يصف لنا الخالق ذلك البيت بأنه أهون البيوت: إن أهون البيوت لبيت العنكبوت مع إضافة (لو) كانوا يعملون والخالق سبحانه وتعالى يعرف أنهم لا يعملون وما أن وقع العلماء من أوربا وأمريكا على هذه الآية الواضحة العبارات حتى بذلوا المستحيل لإيجاد الأدلة العلمية التي تدحض هذه الآية وبالتالي ليصلوا إلى غاياتهم المريضة بالتشكيك بالقرآن الكريم وأنه مفترى والمشركون في كل عصر ووقت يستخدمون كل الوسائل الممكنة ويرسلون ذات الاتهامات كأنما الزمن لم يمر منذ أزيد من ألف وأربعمائة عام ولكن هذه المرة عمد المشركون إلى مسابرهم ومختبراتهم وورشهم لإثبات أن الخيط الدقيق الذي يفرزه العنكبوت من مغازله وهو ينسج بيته المخاطي الذي نصادفه في الزوايا والأمكنة التي لا يرتادها أحد أو البعيدة عن البشر 

والحيوان أقوى من الكثير من الخيوط الجدولة من مواد أخرى وليبرهنوا على خطأ الآية الكريمة والتشكيك بعد ذلك بالقرآن الكريم فعمدوا إلى تجربة الشد مع خيط العنكبوت لمعرفة مقدار القوة المناسبة لحصول قطع لخيط العنكبوت وتقسم تلك القوة على المساحة السطحية للمنطقة المعرضة لقوة الشد من خيط العنكبوت على اعتبار أن مقطع الشعرة هو مقطع دائري وتخيل عزيز القارئ رهافة ودقة الآلات المصنوعة لهذه التجربة وبعد أن عملوا تجاربهم على خيوط من الصوف والحرير والفولاذ والحديد المطاوع وعرضوا تلك الأجسام الرقيقة إلى إجهاد القطع وإجهاد القص وهي تجارب يعرفها طلاب كليات الهندسة وطلاب المعاهد التقنية العليا وتوصلوا إلى نتائج صفقوا لها وأقاموا بسببها الاحتفالات فهم أخيرا توصلوا إلى إثبات أن الخيط الرفيع الذي يشيد العنكبوت به بيته أكثر قوة ومتانة وصلابة من خيوط مماثلة في المساحة السطحية من حيث المقطع المعرض للإجهادات مصنعة من الفولاذ وأخرى من الحديد المطاوع وغيرها من الصوف والحرير لقد أثبت خيط العنكبوت أنه أقوى من بين كل الخيوط التي تعرضت إلى تجارب الشد والقطع واستنتج العلماء أن بيت العنكبوت هو أقوى من بيوت تنسج من خيوط الفولاذ والنحاس والألمنيوم والصوف والحرير أو القطن وبعد هذه التجربة صفق علماء الغرب لهذا النصر الكبير على الإسلام وأهله وانبرى لجهودهم الخبيثة علماء من ذات الغرب آمنوا بالإسلام وجعلوه دليل أرواحهم وقبلة أنضارهم وذكروهم أنه عند الرجوع إلى سورة العنكبوت وبالضبط إلى الآية 41 نجد أن العزيز الكريم أشار إلى إتخاد العنكبوت بيتا وأن ذلك البيت من أهون البيوت وهي إشارة واضحة لنوع العلاقات الأسرية داخل بيت العنكبوت وليس للمادة التي يبنى منها البيت ولو شاء العزيز الحكيم لأشار إلى أن أهون الخيوط

لخيط العنكبوت كناية عن المادة السائلة التي يفرزها العنكبوت من مغازله لتتجمد بعد ذلك متحولة إلى خيط شعري قوي ومرن في ذات الوقت لقد وجد علماء الحشرات في مجموعة العنكبوتيات والتي منها العقرب أن أسوء المعاملات الأسرية توجد في هذه العائلة لقد وجد دارسو هذه المجموعة أن الأم تحمل البيوض على ظهرها وحالما تفقس هذه البيوض عن حشرات صغيرة حتى تبادر إلى لسع ظهر الأم بسمومها فتموت الأم كأنما يهب الأبناء الجزاء والثواب لأمهم لأنها أنجبتهم وحملتهم على ظهرها وعندما تنضج جنسيا ويحدث التزاوج بين الذكر والأنثى وتبدأ  الأنثى أثناء العناق والمضاجعة بافتراس الذكر وما أن ينتهي الاتصال الجنسي القاتل بينهما إلا وتكون الأنثى قد تركت ذكرها يحتضر لأنها أكلت نصفه وإذا صادف أحد الذكور بيوض الأنثى افترسها وإذا شبع وبقيت بقية من البيض كسرها ولا يغادر المكان إلا بعد أن يتأكد تماما من إتلاف البيض بأكمله.. هذا ما وجده العلماء في مجموعة العنكبوتيات فسبحان الله الذي ضرب المجموعة من مخلوقاته  بأن أهون البيوت في هذا العالم هو بيت العنكبوت وقدم العلماء الغربيون ما توصلوا إليه من نتائج إلى زملائهم أصحاب تجارب الشد والقطع فأسقط في أيديهم وحاولوا من جديد أن يبحثوا عن ثغرة عملية يثبون من خلالها إلى الإيمان ولكن يمكرون الله خير الماكرين. لقد وجد العلماء الحشرات أنواعا أخرى من العنكبوت وهنا تسمية (عنكبوت) للأنثى ويسمى الذكر (عنكبا) وأغلب هذه الأنواع العنكبوتية تبني فيها الأنثى_العنكبوت_ بيتها بنفسها وليس الذكر إذ أنه في أحيان كثيرة يقوم بتهديم أساسات هذه البيوت وقطع خيوطه للفوز بالأنثى وقطع الطريق أمام الذكور الآخرين للوصول إلى أنثاه ولف نفسه بعد ذلك بالأنثى بخيوط جديدة ويفرز مادة كميائية تضعف الطاقة الجنسية للذكور الآخرين ويحاذر من زيادة فرز هذه المادة الكميائية لئلا يصاب هو أيضا بالعجز الجنسي ولتوضيح آية أخرى من الإعجاز الذي جاء به القرآن الكريم في هذه السورة المباركة أن الله عز وجل قال{اتخذت بيتا} وفي زمن نزول القرآن الكريم لم يكن أحد يعرف كيف يميز بين الأنثى والذكر كما أنه لم يكن أحد يعرف أن أنثى العنكب في الغالبية من أنواع هذه المخلوقات هي التي تبني البيت وليس الذكر نعم هي التي تبني البيت فجاءت تاء التأنيث الساكنة في سورة العنكبوت لفعل(اتخذ) لتجعل العلماء بعد ألف وأربعمائة سنة يقفون مذهولين وهم يرون تحديد جنس الناسجة لبيتها في آيات القرآن الكريم والبشرية لم تعرف هذا إلى بعد اكتشاف وصناعة المجهر المكبر في القرن الثامن عشر الميلادي من الملاحظات الأخرى التي وجدها العلماء بعد أن ثبتوا كاميرا لتصوير عنكبوت في بيتها وقد راقبوها وهي تبدأ بنسج بيتها منذ الصباح إلى أن انتهت منه في المساء

وأعجبوا من دقة بنائه وهندسته ووجدوا أن عدد الخيوط المستخدمة في البناء هي بجدود450 ألف خيط وقطر الخيط الواحد يصل إلى 50/1 من الميلمتر وطول الخيط الواحد عشرون سنتمترا وخلال تشريح العنكبوت وجد العلماء مغازل مؤلفة من مئات الآلاف من البكرات في مؤخرة العنكبوت تفرز خيوطا نسيجية تبني بواسطتها العنكبوت بيتها وتتصل كل بكرة بغدة تفرز نسيجا مختلفا حسب نوعية خيط النسيج واختصاصها فهناك خيوط للبناء وخيوط لاصطياد الفريسة وخيوط للإنذار وخيوط للسقالة وخيوط لتقييد الفريسة وفي كل ملمتر مربع من مؤخرة العنكبوت يوجد50 ألف بكرة نسيج ووجد العلماء أن إحدى أنواع العنكبوت تقوم بنسيج بيتها في الصباح ثم تقوم في المساء بأكله لتبني غيره في صباح اليوم التالي وهكذا وقد صدق العزيز الحكيم حين وصف بيت العنكبوت أنه أوهى البيوت وأوهنها فهو لا يستمر كثيرا لبعض أنواع وللعلاقات الفنائية بين الذكر والأنثى وما ينتج عن تلك العلاقات التزاوجية من ذرية تقتل الأم وتساهم الإناث في قتل الذكور وهذا إلى أخر السلسلة من العلاقات الأسرية المتردية.