بسبس

استلقى بسبس تحت المظلة ,يملي النظر بجمال البحر تارة ,ويفكر في الهدية التي سيقتنيها لصديقته بمناسبة عيد ميلادها تارة اخرى.و كانت علامات الحزن و الكابة بادية على وجهه الكروي الصغير.

ترى لماذا انت حزين يا صديقي بسبس ؟سالته في دهشة.

انني لم اجد نقوذا اشتري بها هدية لصديقتي,واصحابي ابوا ان يقرضوني و لو درهما واحدا..

اجابني بسبس بصوته الحزين ,ثم نهض قاصدا البحر ليستحم قليلا...

لما نط الى الماء غائصا في قعر البحر ,كانه سباح ماهر,لمح محارة جميلة,فامسكها طافيا بها الى السطح..فتحها بلهفة وشوق,فوجد في لبها لؤلؤة عجيبة,تبهر الناظر بلمعانها.و لا تستطيع يا صديقي ان تتصور فرحه الكبير بها,فقد كاد يفقد صوابه.كيف لا يسر ويبتهج,وهو الان يملك هدية نفيسة ’ستدهش صديقته بمجرد ما تقع عيناها عليها

لاضعها تحت اشعة الشمس الفضية,تدفئها وتنشفها,ثم احملها الى صديقتي,لا شك انها ستفرح بها كثيرا..شكرا لك يا بحر على هديتك الكريمة..قال بسبس في ؤنفسه ,والسرور يغمر قلبه في تلك اللحظة,كان الطائر المسكين,يبحث هنا وهناك,عن بيضة فقدها,فما ان شاهد اللؤلؤة تومض من بعيد ,حتى ظنها بيضته الضائعة.فحط على المحارة ,وجذب الؤلؤة بخفة ,ثم حلق في الفضاء,فيما كان بسبس مندهشا لهذه العملية الجريئة,فاغرا فاه,شاخصا بعينيه,لا يصدق..

نزل الطائر الى عشه ليحضن اللؤلؤة,فلحق به بسبس,وهو يلهث من الجري,وصار يؤنبه على فعلته الحمقاء..

دب الوجل في الطائر,فرحل عن العش ,تاركا اللؤلؤة,

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire