مولاي إدريس

كان راشد يتقدم ركب مولاي إدريس .و فجأة توقف الركب.فبدت لراشد شجيرات متلاحقة في الطول تقف  في الأفق البعيد,و كانت أشعة الشمس تفرش الدنيا ببساط من الدفء,قالت كنزة لراشد:انظر يا راشد هاهي ذي وليلي تبدو على مرمى البصر.فرد عليها راشد وكأنه في عراك بينه وبين نفسه:رايتها يا مولاتي,و لكنها  تبعد بمسيرة نصف يوم,فضحك إدريس و ضحكت كنزة,عندئذ رفع إدريس بصره إلى السماء  فرأى الفضاء الواسع و حاول أن يتشاغل بعمل ما وقال:لولا قدرة الله ومشيئته لما وصلنا إلى هذا المكان.و هنا اشتعل  وجهه بريقا وقال:يا رب السموات والأرض وفقني فآمالي أوسع ومطالبي صعبة المرتقي فهل أنا يا ربي بالغ أملي فائز بمطلبي؟
و انطلق ركب مولاي إدريس يطوي الطريق إلى أن بلغ مدينة وليلي, فترجل مولاي إدريس على فرسه, والتفت يمنة ويسرة ثم استدار فلم يجد حوله أحدا,فقادته هاديته إلى بوابة قديمة منتصبة ما إن عبرها حتى وجد نفسه بين أبنية وأطلال تعود إلى أزمان ,فاستوقفته أسوار وأعمدة من رخام ومرمر.وفسيفساء زاهية في كل مكان  وعاد إدريس مسرعا ليتفقد زوجته كنزة وخادمه راشدا
وإذا بفارس قادم وراء زوبعة من الغبار.فلما اقترب الفارس من إدريس نظر إليه،وما لبث أن مد كفيه وهو يقول انتظرناك يا مولاي منذ أيام.فشعت اساير وجه إدريس وسرت الفرحة في قلب الفارس فترجل على فرسه وانحنى مرحبا بإدريس،وقال مرحبا بسليل دوحة النبي الكرم صلى الله عليه وسلم.زانك الله يا مولاي بصنوف المعالي واقر بك عينا طلوع فجر جدد.  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire